فأجابت، فإذا مت فاطلب منها، وما أظن القوم يعني بني أميّة إلَّا يمنعونك، فإن فعلوا فلا تُراجعهم، وادفني عند أمي فاطمة عليها السلام بالبقيع، فمات - رضي الله عنه - بعد أربعين يومًا والأكثرون كما في الإشاعة أنَّه سنة خمسين، فلمّا مات سأل الحسين - رضي الله عنه - عائشة - رضي الله عنها -، فقالت: نعم حبّا وكرامة، فمنعهم عدوُّ الله مروان، وكان إذ ذاك أمير المدينة من قِبَل معاوية، هو ومن معه من بني أميّة، فلبس الحسينُ ومن معه من بني هاشم السلاح وقالوا: نقاتل فقال أبو هريرة - رضي الله عنه -، والله لا يمنعه إلا ظالم، والله إنه لابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ قال للحسين: لا تكن أوّل مَن ترك وصيّة أخيك فقد وصّاك بعدم القتال، فما زال به حتى ردّه ودفنوا الحسن بالبقيع، عند أمّه - رضي الله عنهما -.
وأرسلت جعدة الكندية، عليها غضب رب البرية إلى يزيد تطلبه لما وعدها به فأبى، ولم يتزوّجْها وقال: كيف آمنكِ على نفسي، وقد قتلت ابن بنتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخسرت الدّنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
وممّا وقع في زمن يزيد العنيد، قتله سيدنا الحسين - رضي الله عنه -، ذكر في "الإشاعة"(١) عن حضرة الرسالة أنَّه قال - صلى الله عليه وسلم -: "أمسك يا معاذ وأحص فلمّا بلغت خمسًا: يعني من الخلفاء قال: يزيد لا بارك الله في يزيد، نُعي إلى حُسين وأتُيتُ بتربته، وأخبرتُ بقاتله، والذي نفسي