للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وملخص القصة أنَّه لما توفي الحسن - رضي الله عنه -، أخذ معاوية البيعة ليزيد من أهل الشام وجاء حاجا، فأراد أن يأخُذَها لَهُ من أهل الحجاز، من المهاجرين والأنصار، فامتنعوا وقالوا: إن كان لك رغبة فيها فهي لك، وإن سئمتها فردها على المسلمين، فلمّا مات معاوية - رضي الله عنه -، وبُويع ليزيد بالشام وغيرها أرسل يزيد لعامله بالمدينة أن يأخذ له البيعة على الحسين فهرب الحسين إلى مكة، خوفًا على نفسه، فأرسل إليه أهل الكوفة أن يأتيهم ليبايعوه، فنهاه ابن عباس - رضي الله عنهما -، وذكر له غدرهم وقتلهم لأبيه، وخذلانهم لأخيه، وأمرَه أن لا يذهب بأهله، فأبى فبكى ابن عباس وقال: واحسيناه، وقال ابن عمر نحو ذلك، فأبى فقبّل بين عينيه، وقال: استودعك الله من قتيل.

قال في "الإشاعة" (١): وكذلك نهاه ابن الزبير بل لم يبقَ، أحد إلَّا حزن لمسيره كذا قال والمعروفُ عند أهل السير: أن ابن الزُبير - رضي الله عنهما -، أشار عليه بالخروج، كما في تاريخ "الخُلفاء" للسيوطي وغيره وأما ابن عمر فنهاه أشد النهي، وقال له إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، خيره الله بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه فلا تسألها يعني الدنيا، فأبى فاعتنقه وبكى، وودعه وقال: غَلَبَنا حسينُ بالخروج، ولعمري: لقد رأى في أبيه وأخيه عِبرة وكلَّمه في ذلك أيضًا، جابر بن عبد الله، وأبو سعيد، وأبو واقد الليثي، فلم يُصغ لأحَد، وصمّم على الخروج إلى العراق، فقال له ابن عباس:


(١) ص ٢٥.