للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والله لأظنك تُقتل بين نسائك وبناتك، كما قُتل عثمان، فلم يقبل منه، فبكى ابن عباس.

قال السيوطي في "تاريخ الخلفاء" وقال ابن عباس له: أقررت عينَ ابن الزبير، ولمّا رأى ابن عباس عبد الله بن الزبير قال له: قد أتى ما أحببت هذا الحسين يخرج، ويتركك والحجاز ثمَّ تمثل وقال:

يا لك من قُنبرة بمعمر ... خلالَكِ الجو فبيضي واصفري

وتنقري إن شئت أن تنقري

قال: وبعث أهل العراق إليه الرسل والكتب، يدعونه إليهم، فخرج من مكة متوجهًا إلى العراق في عشر ذي الحجة، ومعه طائفة من أهل بيته، رجالًا ونساءً وأولادًا، ولما بلغ أخاه محمَّد بن الحنفية خروجه، بكى حتى ملأ طستا بين يديه، وقدم أمامه مسلم بن عقيل، فبايعه من أهل الكوفة أثنا عشر ألفًا أو أكثر، وأرسل إليه يزيد اللعين ابن زياد المقبوح، وحرضه على قتله، وأخذوا مُسلمَ بن عقيل فقتلوه، وتفرق المبايعون.

وسار الحسين غير عالم بذلك، فلقي الفرزدق فسأله فقال قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أميّة، والقضاء ينزل من السماء فلمّا قرب من القادسية، تلقاه من أخبره الخبر وأمره بالرجوع، فهمّ بالرجوع، فقالت إخوة مسلم بن عقيل: والله لا نرجع حتى نأخذ لثأرنا أو نُقتل. فقال: لا خير في الحياة بعدكم، ثمَّ سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد، زاده الله مقتا، فعدل الحسين - رضي الله عنه - إلى كربلاء، فجهز إليه ابن زياد عشرين ألف مقاتل، فلما وصلوا إليه