للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أترجُو أمّةٌ (١) قتلتْ حُسينا ... شفاعةَ جدِّه يومَ الحساب

نقله ابن حجر في "الصواعق المحرقة"، وكذا في شرح الهمزية، وزاد بقلم من حديد، فهربوا وتركوه ثمَّ عادوا وأخذوه، ولما قدموا به على يزيد أقام الحريم على درج الجامع، حيث يقام الأسارى والسبي (٢)، كذا في شرح "الهمزية"، ومما ظهر يوم قتل الحسين أن السماء أمطرت دمًا، وأن أوانيهم ملئت دَمًا، وانكسفت الشمس، ورميت النجوم، واشتدّ الظلام حتى ظن الناس أن القيامة قد قامت، وأن الكواكب خربت بعضها بعضا، وأنه لم يرفع حجر إلا رؤي تحته دم عبيط، وأن الرؤوس انقلبت دَمًا، وأن الدُّنيا أظلمت ثلاثة أيام (٣).


(١) المقصود بالأمة أفراد الجماعة التي قتلته وإلا فالأمة تأبى ذَلِكَ وترفضه.
(٢) في (ب): (والبس).
(٣) قال ابن كثير تعليقًا على هذه الأقوال: والظاهر أن هذا من سخف الشيعة وكذبهم ليعظموا الأمر، ولا شك أنَّه عظيم ولكن لم يقع هذا الذي اختلقوه وكذبوه، وقد وقع ما هو أعظم من قتل الحسين - رضي اللهُ عنه - ولم يقع شيء مما ذكروه فإنَّه قد قُتل أبوه علي بن أبي طالب - رضي اللهُ عنه - وهو أفضل منه بالإجماع ولم يقع شيءٌ من ذَلِكَ، وعثمان بن عفان - رضي اللهُ عنه - قتل محصورًا مظلومًا ولم يكن شيء من ذَلِكَ، وعمر بن الخطّاب - رضي اللهُ عنه - قتل في المحراب في صلاة الصبح، وكأن المسلمين لم تطرقهم مصيبة مثل ذَلِكَ ولم يكن شيء من ذَلِكَ، وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيد البشرية في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذكروا، ويوم مات إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - خسفت الشمس، فقال الناس: خسفت لموت إبراهيم فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف وخطبهم وبيّن لهم أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته. . إلخ كلامه رحمه الله في التفسير ٤/ ٤٣.