للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أرض نجد وحَرّا ويثربا

قال فغضب ابن زياد من قوله وقال: والله لا نلت مني خيرًا أبدًا ولألحقنك به، ثمَّ قدمه فضَربَ عُنقَه فهذا من أكبر الأدلّة على الخبيث، أنَّه إنما قتله لمدحه للحسين، لا لأنّه قتله، ولقد انتقم الله من ابن زياد، فقد روى الترمذي بسند صحيح أنّ رأس ابن زياد لما قتل، وضع رأسه موضع رأس الحسين، وإذا حيّة عظيمة قد جاءت فتفرق الناس عنها، فتخللت الرؤوس حتى جاءت رأسَ الخبيث ابن زياد، فجعلت تدخل من فمه وتخرج من منخره، وتدخل من منخره فتخرج من فمه، فعلَتْ ذلك مرتين أو ثلاثًا قُلْتُ: والذي يظهرُ لي، أن الِّرّ في ذلك أن ابن زياد لما كان يُدخل القضيب في منخر الحسين - رضي الله عنه -، عوقب بأن سَلَّط الله عليه حيّة، تدخل من فيه، وتخرج من منخره، والجزاء من جنس العمل، والله أعلم.

ولما دخل رأس الحسين قصر الإمارة بالكوفة، أمر بالرأس فوضع على ترس عن يمينه والناس سماطان، ثمَّ أنزله وجهزه مع رؤوس أصحابه، وسبايا آل الحسين على أقتاب الجمال، موثقين في الحبال، والنساء مُكشَّفات الوجوه والرؤوس إلى يزيد الممقوت، ولما نزل الذين أرسلهم ابن زياد بالرأس الشريف أوّل منزل جعلوا يشربون [بالرأس] (١) الخمر، كذا في "الإشاعة" (٢)، وهو بعيد جدًا، وفي غير "الإشاعة" بإسقاط بالرأس، فخرجت عليهم يدٌ من حائط فكتبت سطرًا

بدم:


(١) في "الإشاعة": على الرأس.
(٢) ص ٢٦ وليس في "الإشاعة" "الخمر".