للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجوزي، وسبقه القاضي أبو يعلى، ونقل عن الإمام أحمد مع شدة ورعه، وصرح الجلال السيوطي بلعنه، وقال التفتازاني: لا نشك في شأنه بل في إيمانه فلعنة الله عليه، وعلى أعوانه وفي "شرح العقائد" له ما لفظه والحق أن رضى يزيد بقتل الحسين، واستشباره بذلك وإهانته بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله أحادا، فنحن لا نتوقف في إيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وعلى أعوانه. انتهى (١).

وكتب الشيخ مصطفى بن محب الدين الحنفي تحت قول ابن الحداد الشافعي: ونكل سريرة يزيد إلى الله قال: قلتُ: بل نلعنهُ عليه لعنة اللاعنين، ولعنة الخلائق أجمعين انتهى.

ولفظ ابن الحداد، نَبرأُ من قتل الحسين وممن أعان عليه أو أشار به ظاهرًا وباطنًا، هذا اعتقادنا، ونكل سريريته. انتهى. ولم نَر مَن ذكر هذه الواقعة إلَّا ولعنَه، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والعجب من قوم يزعمون أنهم منصفون يُفتُونَ بالترضى عن يزيد، ويذبون عنه مهما أمكن بل بالغ بعضهم فزعم أن يزيدًا إنما قتل الحُسين بسيف جده فهذه لعمر الله الداهية الدهماء، والمصيبة الصماء، فاعتبروا يا أولي الأبصار ما هذا الخطأ الفاحش؟ والغفلة العظماء، ما أرضى هذا القائل الانتصار ليزيد العنيد، حتى زعم أنَّه قُتل بسيف جده، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

قال ابن الجوزي في كتابه "السر المصون": من الاعتقادات العامية، التي غلبت على جماعة منتسبين إلى السنة، أن يقولوا أن يزيدًا


(١) ينظر في شأن يزيد بن معاوية كلام شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله في كتبه منهاج السنة (١/ ٥٤٩).