للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن وافقهما، ثمَّ وقفت على ترجمة يزيد قبحه الملك المجيد، في كتاب "الوافي بالوفيات"، فرأيت فيه ما يشعر بكفر يزيد السفيه، فمن أعظم ما رأيت من قبائحه الفظيعة وفواضحه الشنيعة ما نقله في الكتاب المذكور، عن ابن القفطي أن السبي لما ورد من العراق على يزيد، خرج فلقى الأطفال والنساء من ذرية عليّ والحسين، والرءوس على أسنة الرماح، وقد أشرفوا على ثنيّة العقاب، فلما رآهم أنشأ الخبيث يقول:

لما بدت تلك الحمول وأشرفت ... تلك الرءوس على شفا جيروني

نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل ... فقد اقتضيت من الرسول ديوني

يعني: أنَّه قتل بمن قتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر مثل جده، عتبة وخاله ولد عتبة، ونحوهما فجزمت حينئذ بكفر يزيد، جزمًا ما عليه مزيد، وعلمتُ أن قائل هذا الكلام خارج عن ربقة الإِسلام من غير شك، ولا ريب والله تعالى أعلم.

تنبيه: ذكر القرطبي (١) أن الذي باشر قتل سيدنا الحسين - رضي الله عنه - هو سنان بن أبي سنان النخعي، وهو جد شريك القاضي قال: ويصدق في ذلك قول الشاعر:

وأي رزية عدلتْ حسينًا ... غداة تبيده كفا سنان (٢)

وقال خليفة بن خياط: الذي قتل الحسين شمر بن ذي الجوشن، وأمير الجيش عُمر بن سعد، وكان شمر أبرص، وأجهز عليه خولي بن زيد الأصبحي من حمير، حزّ رأسه، وأتى إلى عبد الله بن زياد (٣)،


(١) "التذكرة" (٢/ ٣٩٠).
(٢) "التذكرة" ص (٢/ ٣٩٠).
(٣) المصدر السابق.