للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كذب عدوُّ الله، بل هو الظالم العاقُ المخالفُ لله ورسوله ثمَّ إنه تكلّم بكلامٍ قبيح كأفعاله القبيحة، وأمر بالرأس أن يُصلب بالشام، ولمّا صُلب، اختفى خالدُ بنُ عِمران وكان من أفاضل التابعين، فطلبوه شهرًا حتى وجدوه، فسألوه عن عزلته، فقال: أما تَروْنَ ما نزل بنا؟ وأنشأ يقول في ذلك:

جاءوا برأسك يا ابن بنت محمَّد ... مُتزملًا بدمائه تزميلا

وكأنما بك يا ابن بنت محمَّد ... قتلوا جهارًا عامدين رَسولا

قتلوك عطشانًا ولم يترقبوا ... في قتلك التنزيل والتأويلا

ويُكبِّرون بأن قُتِلتَ وإنما ... قَتلوا بكَ التكبيرَ والتَّهليلا

ثمَّ بعثوا برأس الحسين - رضي الله عنه - إلى المدينة، فدفنوه بالبقيع عند قبر أمه قال القُرطبي: هذا أصحُ ما قيل فيه (١)، وأمَّا المكان المعروف بالمشهد الحسيني من القاهرة ليس الحسين مدفونًا فيه بالاتفاق، وزَعَم بعضُهم أنَّ رأسَه فيه، وردّ عليه بعضهم، وأما شيخُ الإِسلام ابن تيمية (٢)، فشدَّدَ النكير في ذلك وأطال في الرد على زاعم ذلك، واللهُ أعلم.

ومنها وقعة الحرّة (٣): وحاصلُها أنَّه لمّا صار من يزيد العنيد ما


(١) "التذكرة" ص ٦٤٨.
(٢) الفتاوى (٤/ ٥٠٨، ٥١٠).
(٣) الحرة أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار،. . والحرار في بلاد العرب كثيرة منها: حرة واقم إحدى حرى المدينة وهي الشرقية، وفي هذه الحرة كانت وقعة الحرة المشهورة في أيام يزيد بن معاوية سنة ٦٣ هـ. معجم البلدان ٢٠١/ ٢٤٥، ٢٤٩. وانظر "الإشاعة" لهذا وما بعده وقبله ص ٢٧.