للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صار، في حق سبط سيد العالم، أظهر ابن الزبير الخلاف على يزيد، والتجأ إلى مكة وقام أهل المدينة فشاركوا ابن الزبير، في الخلاف وخلعوا يزيد بَعد أن بايعوه، وحاصروا بَني أُميّة الذين كانوا بالمدينة، فأرسل مَروانُ إنّا حُصِرنا ومُنعنا الماء العذبَ فواغوثاه، فوجّه إليهم يزيدُ مسلمَ بن عقبة المرّي، أمرَّ الله عيشه في اثنى عشر ألفا وقال له: ادعُهم ثلاثًا فإن رَجَعوا وإلا فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة للجيش ثلاثًا، وأجهز على جريجهم، واتبع منهزمهم (١) فتوجَه إليهم، فوصل في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.

فحاربوا وكانَ الأميرُ على الأنصار عبد الله بن حنظلة - غسيل الملائكة - وعلى قريش عبد الله بن مطيع، وعلى غيرهم من القبائل معقل بن سنان الأشجعي، وكانوا اتخذوا خندقًا، فلمّا رأوهم أهل الشام خافوهم وكرهوا قتالهم، فأدَخل بنو حارثة قومًا من الشاميين من جانبة الخندق، فلما سمعوا التكبيرَ في جوف المدينة خافوا على أهلهم، فتركوا القتال ودخلوا المدينة فكانت الهزيمة، فأباح مسلم - لا سلمه الله - المدينة المنورة ثلاثًا، يقتلون الناس، ووقعوا على النّساء وقاتل عبد الله بن مطيع حتى قُتل هو وبنون له سبعة، وَبَعثَ برأسه إلى يزيد.


(١) ينبغي التنبيه أن كثيرًا من تفاصيل هذه الواقعة وأمثالها يستند على روايات لا يوثق بها، فبعض الأحداث الواردة هنا رواها الطبري في تاريخه من طريق أبي مخنف لوط بن يحيى وهو تالف لا يوثق به كما قال الذهبي في الميزان ٣/ ٤١٩. وأيضًا فإن الشيعة كان لهم دور في صياغة هذه الأحداث تاريخيًا بما يوافق هواهم.