للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- رضي الله عنه -، فقال لأبي بكر - رضي الله عنه -: هذا الرجلُ قُطِعَ لسانُه في محبتك فَرد عليه لسانه، فأخرج اللسانَ من يده ووضعه في محله، فانتبه فإذا لسانُه كما كان قبل القطع، وأحسن فلم يخبر بذلك أحدًا، ورجع إلى بلاده فلما كان العام القابل، رجَع إلى المدينة، دخل القبة (١) يوم عاشوراء طلب شيئًا بمحبة أبي بكر، فخرج إليه شاب وقال اتبعني فتبعه، فأدخله الدار التي قطع فيها لسانُه فأكرمه الشاب، فقال الرجل إني أتعجب من هذا البيت، لقيتُ فيه العام الماضي مُصيبة ومهانة، وهذه السنة لقيتُ ما أرى من الإكرام فقال الشاب: كيف القصة؟ فأخبره بالقصة فانكب على يده ورجليه وقال: ذلك أبي وقد مسخه اللهُ قِردًا وكشف عن ستارة فأراه قردًا مربوطًا وأحسن إلى الرجل، وتاب عن مذهبه وقال: اكتم عليَّ أمرَ والدي (٢).

وقد ذكر هذه القصة ابن حجر في "الزواجر" (٣) بنحو هذا اللفظ، وذكرها السمهودي والقسطلاني في "المواهب"، وابنُ حجر أيضًا في "الصواعق" وفي "الزواجر" (٤): أنَّه كان بحلبٍ رجلٌ يسبُ الشيخين، فلما مات نبش قبره شباب ليفعلوا معه أمرًا، فوجدوه خنزيرًا فأحرقوه.


(١) هذه من الأمور البدعية والتي لا يقرها الإِسلام. وهي بناء القبب على القبور.
(٢) هذه القصة وأمثالها كثير يوردها المؤلف رحمه الله بدون زمام ولا خطام ودين الله مكتمل فيه الكفاية قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}. فينبغي علينا تنزيه الدين من كل نقص والسعي في تطهير مصادره من كل عيب.
(٣) انظر: ص ٢٣٢ - ٢٣٣.
(٤) انظر: "الزواجر" ص ٢٣٢.