للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكُنيته: أبو عبد الله، وأما نَسبُه فإنَّه من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثمَّ إن الروايات الكثيرة والأخبار الغزيرة ناطقة أنَّه من ولد فاطمة البتول عليها السلام، وجاء في بعضها أنَّه من ولد العباس، والأوّل أصح.

قال ابن حجر في كتابه "القولُ المختصر": وأمَّا ما رُوي أن المهدي من ولد العباس عمي، فقال الدارقطني: حديث غريب تفرد به محمَّد بن الوليد، مولى بني هاشم قال: ولا ينافي خبر الرافعي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "ألا أبشرك يا عمَّ إنَّ من ذرتيك الأصفياء ومن عترتك الخلفاء، ومنك المهدي في آخر الزمان، به ينشر الله الهدى، ويطفئ نيران الضلالة، إن الله فتح بنا هذا الأمر، وبذريتك يختم" (١).

وخبر هيثم بن كلب وابن عساكر عن ابن عباس ورجاله ثقات، اللهم انصر العباس وولد العباس ثلاثًا، يا عمّ أما علمتَ أنَّ المهدي من ولدَك؟ موفقًا راضيًا (٢)؟

وخبر أبي نعيم في الحلية عن أبي هريرة: "ألا أبشرك يا أبا الفضل، إن الله عَزَّ وَجَلَّ افتتح بي هذا الأمر وبذريتك يختم" (٣).

وخبر الديلمي عن أم سلمة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أنَّه قال: "لن تزال الخلافة في ولد عمي وصنو أبي حتى يسلموها إلى


(١) أورده في "فيض القدير" ٦/ ٢٧٨ وعزاه للرافعي.
(٢) "تاريخ دمشق" ٢٦/ ٢٩٩.
(٣) رواه أبو نعيم في الحلية ١/ ٣١٥، وقال الألباني في الضعيفة (٨٢) موضوع.