للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبلج أعين أكحل العينين، والأَعْيَن واسع العين، والكحل بفتحتين سوادٌ في أجفان العين خلقة من غير اكتحال، برّاقُ الثنايا، أي: لثناياه بريقٌ أفرقهما، أي: ليستْ مُتلاصقة في خده الأيمن، خال أسود يضيء وجهُه، كأنهُ كوكبٌ دُرّي كَثُ اللِّحية في كفه علامة أزيل الفخذين، أي: مُنفرجُ الفخذين، متباعدُهما لونُه لونُ عربي، وجسمه جسم إسرائيلي، في لسانه ثقل، وإذا أبطأ عليه ضرب فخذه الأيسر بيده اليُمنى، ابن أربعين سنة، وفي رواية ما بين ثلاثين إلى أربعين خاشعٌ لله خشوع النسرِ بجناحيه، عليه عباءتان قطوانيتان (١).

قال في النهاية (٢): هي عباءة بيضاء قصيرة الخمل والنون زائدة.

وأما سيرته: فإنَّه يعملُ بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يُوقظ نائما، ويُقاتل على السّنّة لا يتركُ سُنَّة إلا أقامَها ولا بدعة إلا رفعها يقومُ بالدين آخر الزمان، كما قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - أوّله يملكُ الدنيا كلها، كما ملك ذو القرنين، وسليمان يكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويردُ إلى المسلمين إلفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورا، ويحثو المال حثوا، ولا يَعدُّه عدّا يقسم المال صحاحًا بالسوية، يرضى عنه ساكن السّماء وساكن الأرض، والطير في الجوّ والوحش في القفر، والحيتان في البحر يَملأ قلوب أمّة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - غنى، حتى أنَّه يامرُ مناديًا يُنادى ألا مَن له حاجة في المال؟ فلا يأتيه إلا رجلٌ واحد، فيقول أنا فيقول ائت السادن أي: الخازن فقل له: المهدي يأمرك أن تعطيني مالًا فيقول له: احث حتى إذا جعلَه في حجره


(١) انظر: "التذكرة" ص ٦٩٩ - ٧٠٠، و"القول المختصر" ص ٢٧ - ٣٧، ٤١.
(٢) "النهاية" لابن الأثير ٤/ ٨٥.