للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال القرطبي: وحديثُ حذيفة هذا فيه طول، وكذلك حديث ابن مسعود، وفيه: يعني خبر ابن مسعود ثمَّ أن عروة بن محمَّد السفياني، وكنُيته أبو عتبة، يبعث جيشًا إلى الكوفة خمسة عشر ألف فارس، ويبعث جيشًا آخر فيه خمسة عشر ألف راكب إلى مكة والمدينة، لمحاربة المهدي، ومَن تبعه فذكر نحوًا من خبر حذيفة وفيه أن الذي يستنقذ ما أخذه الجيش يُقال له: شُعيبُ بن صالح وفيه: فإذا وصلوا إلى البيداء، مسخهم الله أجمعين، وذلك قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} (١) الآية [سبأ: ٥١]. قُلْتُ: والجمع ممكن بأن يُمسخُوا ثمَّ يُخَسفُ بهم. والله أعلم.

وأخرج مُسلمٌ عن أم سلمة، - رضي الله عنها -، وقد سئلت عن الجيش الذي يُخسَفُ به، وكان ذلك في أيام ابن الزبير، فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يعوذ بالبيت عائذ فيبعث الله إليه بعثًا فإذا كانوا ببيداء من الأرض، خسف بهم" فقُلت يا رسول الله: وكيفَ بمن كان كارهًا؟ قال: "يخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته". وقال أبو جعفر: هي ببيداء فقال له عبد العزيز بن رفيع: إنّما قالت ببيداء من الأرض قال: كَلَّا والله إنها لبيداء المدينة (٢) (٣).


= السفياني، فيبعث إليه جندًا من جنده، فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتَّى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، المستدرك ٤/ ٥٢٠.
(١) التذكرة ٢/ ٢٩٠ - ٢٩١.
(٢) رواه مسلم (٢٨٨٠).
(٣) "التذكرة" ص ٢/ ٢٩٥.