للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جماعة اثنى عشر ألفًا وإمدادًا احتياطًا أن لا يكون هو المهدي، فينازعونه على الخلافة، ويؤمر عليهم واحدًا، ويأمره بأن يمتحنه، ويوكله في البيعة على التردد، فلما بايعوه صَحّ أن يقال: بعث له بالبيعة، وأن يُقال لقيه مجازًا كذا، قاله والله أعلم. فيبقى المهدي حتى إذا وصل انتهى إلى حدّ الشام الذي بين الشام والحجاز، أقامَ بها فيُقالُ له أنفذ، فيكره المجاوزة (١) ويقول: أنا أكتب إلى ابن عمي، يعني الصخريّ فإن خلع طاعتي، فأنا صاحبكم فإذا أتاه كتاب المهدي، قال أصحابه: إنَّ هذا المهدي قد ظهر لتُبايعنَّه أو لَنَقْتُلنَّكَ فيبايعه (٢)، ويسير إليه حتى ينزل بيت المقدس، فلا يترك المهدي بيد رجل من أهل الشام فترًا من الأرض إلا ردَّه لأهل الذمّة، وردّ المسلمين جميعًا إلى الجهاد، ثمَّ يخرج رجل من كَلب يُقال له كنانة بعينه كوكب، في رهط من قومه حتى يأتي الصخري، فيقول: بايعناك ونصرناك، حتى إذا ملكت، بايَعت هذا الرجل (٣)، ويعيرونه فيقولون: كساك اللهُ قميصًا فخلعته، فيقول: ما تَرون أنقضُ العهد؟ فيقولون: نعم، ما يبقى عامرية أمّها أكبر منك، إلا لحقتك، لا يختلف عنك ذاتُ خُف ولا ظلف، فيرحلُ وترحلُ معه عامر بأسرها، فيوجه إليهم المهدي راية،


(١) في "الفتن" ١/ ٣٥٣: فيكر المجارز.
(٢) في (أ): فبايعه، والمثبت من (ب)، و (ط).
(٣) في الفتن لنعيم بن حماد ١/ ٣٥٣: بايعت عدونا. وعمومًا السياق فيه هنا اختلاف عما في كتاب الفتن.