للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي مستدرك الحاكم (١) عن ابن عمر مرفوعًا "يخرج الأعور الدجال من يهودية أصبهان، لم يُخُلق له عينٌ، والأخرى كأنهَا كوكب، ممزوجة بدم يشوى في الشمس سمكًا ويتناولُ الطيرَ من الجوِّ، لهُ ثلاثُ صيحاتٍ يَسمعُها أهلُ المشرقِ (والمغرب)) (٢).

وأما فتنته: ففي الحديث "ما كانت ولا تكون فتنةٌ حتى تقوم الساعة أعظمَ من فتنة الدجال، ومَا من نَبيِّ إلاّ وقد حذَّرَ قومه الدجال". الحديث رواه الحاكمُ عن جابر مرفوعًا (٣)، وفي الحديث "أن قبل خروجه بثلاث سنين أوّل سنة: تمسك السماء ثلث قطرها، والأرض ثلث نباتها، والسنة الثانية: تمسك ثلثي قطرها، والأرض ثلثي نباتها، والسنة الثالثة: تمسك السماء ما فيها ويهَلك كل ذي ضَرس وظلف".

ومن جُملة فتنته: "أنه يسيرُ معهُ جبلان أحدهما فيه أشجار وثمار وماء وأحدهما: فيه دُخان يقول: هذه الجنّة وهذه النار" رواه الحاكم عن ابن عُمرو (٤) وعن حُذيفَةَ "أن معه جنّةً ونارًا، ورِجالاً يقتلُهم، ثم يُحييهم ومَعه جبلٌ ثريد، ونهرُ ماء" (٥).

قال العلامة في "بهجته": وقد وردَ أنَّه إذا خرج يكونُ معه صورة جنة ونار، ويكون ذلك على طريق التخييل لا الحقيقة، ومن أدخله جنّته كانت عليه نارًا، ومن أدخله نارَهُ كانتْ عليه جَنَّة، ويكونُ مَعَهُ جبالٌ من خُبز كالبرد، ذكره الحافظ ابن حجر. قال العلامة: ويتسلط على كل الحُبوب والأقوات حتى الفول، خلافًا لمن استثناه مدعيًا أن في


(١) في المستدرك للحاكم ٤/ ٥٢٨ وصححه، وتعقبه الذهبي وقال: بل منكر.
(٢) زيادة من (ط)، و (ب).
(٣) "المستدرك" ١/ ٢٤.
(٤) رواه أحمد ٦/ ٤٥٣.
(٥) "المستدرك" ٤/ ٥٢٩.