للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأسه ألفًا أو مدةً سُودًا تشبه الألف، إذ هُو كلامٌ لا أصلَ له. قال: ولا يدعُ ماءً إلاّ دَخله وورَده، ويدعو الناسَ إلى الإيمان به وأنَّه ربَّهم وإلهَهُم، ويدخُلُ البحرَ المالح في أعمق مكان منه، فيصل إلى حقوّيه، فيأخذُ بيده منه السمك، ويَمدُّ يديه إلى السحاب قال: ولا يَبقى [منه] (١) بلا فتنة إلا سبعةُ آلاف امرأة، واثنا عشر ألف رجل، على ما ورد. انتهى (٢).

فإن قيل: قَد ورَد أنَّهُ يُسَلَّطُ على واحد، ثم لا يَقدرُ عليه ثانيًا، وأنه يقول لا يَفعلُ بعدي بأحد من الناس، فكيف يُقالَ أن معه رجالاً يقتُلهم؟ فالجوابُ: أن هؤلاء الرجال إنما هم شَياطين، وقتله إيّاهم وإحياؤه لَهم إنما هو في رأي العين، لا على الحقيقة. وأما قتل ذلك فعلى الحقيقة، والرجُلُ هُو الخضر (٣) كما يأتي ومع الدجال جبالٌ من خبز، والناس في غاية الجهد إلاَّ من اتبعه، ومعه نهران.

قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أعلم بهما منه، نهرٌ يقول الجنة، ونهرٌ يقول النار، فمن أدخله الذي يسميه الجنَّة، فهو في النار، ومن أدخله الذي يُسميه النار فهو في الجنة" رواه الإمام أحمد، وابنُ خُزيمة والحاكم، وغيرهم عن جابرٍ رضي الله عنه (٤).


(١) زيادة من "الفتن" لنعيم بن حماد ٢/ ٥٣٧.
(٢) في أحاشية: قف على من لا تلحقه فتنة الدجال من الرجال والنساء.
(٣) الصحيح أن الخضر ميت كما هو رأى علماء السلف.
(٤) رواه أحمد ٣/ ٣٦٧ - ٣٦٨ مطولًا، وابن خريمة في التوحيد ١/ ١٠٢، والحاكم ٤/ ٥٣٠. وأورده الهيثمي ٧/ ٣٤٤ وقال: رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.