للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية "أنا أعلمُ بما مع الدجال: معه نَهران يجريان، أحدُهما رأيُ العين؛ ماء أبيض، والآخر رأي العين؛ نارٌ تأجج، فإما إن أدرك ذلك واحدٌ منكم، فليأتِ النهرَ الذي يَراه نارًا تأجج، ويُغمضُ ثم ليُطأطئ رأسه فيشرب، فإنه ماء بارد" (١).

وعند البخاري (٢) من حديث المغيرة بن شعبة: "معه جبلُ خبز" زادَ مُسلم (٣) في رواية "معه جبالٌ خبز ولحم ونهرٌ من ماء".

وفي رواية نعيم عن ابن مسعود "معه جبل من مَرق، وعراقُ اللحم حار لا يبرد، وجَبلٌ من جنّان وخضرة، وجبلٌ من نار ودُخان، يقول: هذه جَنَّتي، وهذا طعامي وهذا شرابي" (٤).

واعلم أن العلماء اختلفوا في هذه الجنة والنار، هل هي على سبيل الحقيقة؟ أم تخييل؟ (٥) وقد ذكرنا أن العلامة قال: يكونُ ذلك على طريق التخييل لا الحقيقة.

وقال ابن حِبَّان في صحيحه (٦): إنه تخييل. واستدل بحديث المغيرة بن شعبة في الصحيحين (٧): أنه قال: كنتُ أكثر من


(١) كما في مسلم (٢٩٣٤) من حديث حذيفة، وفي البخاري (٣٤٥٠) نحوه.
(٢) البخاري (٧١٢٢).
(٣) مسلم (٢٩٣٩)، (١١٥).
(٤) الفتن ٢/ ٥٤٤.
(٥) قال ابن كثير رحمنا الله وإياه في "النهاية" (١/ ١٤٧): وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من العلماء كابن حزم والطحاوي وغيرهما في أن الدجال ممخرق مموه لا حقيقة لما يبدي للناس من الأمور التي تشاهد في زمانه، بل كلها خيالات عند هؤلاء. أ. هـ
(٦) انظر (٦٧٨٢، ٦٨٠٠).
(٧) البخاري (٧١٢٢)، ومسلم (٢٩٣٩).