للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعندي فى هذا الجمع نظر من وجوه:

الأول: في مسند الإمام إحمد عن جابر مرفوعًا: ثم ينزلُ عيسى عليه السلام، فينادي من السحر فيقول: يا أيها الناس مما يمنعكم أن تخرجوا إلى هذا الكذاب الخبيث فيقولون: هذا رجل حيّ فينطلقون، فإذا هُم بعيسى عليه السلام فتقام الصلاة فيقال لهُ تقدّمْ يا روحَ الله. الحديث (١) فهذا صريح أنه يجتمع بهم قبل إقامة الصلاة، ثم يقيمونها بعد ذلك، كما لا يخفى، سيما وقد عُطف بالفاء وهي للترتيب وأيضًا. فإن السحر قُبيل الصبح.

الثاني: في بعض الروايات "ثم ينزلُ ابن مريم، بعدَ أن يجمع المهديُ الناسَ لقتاله -أي: الدجال- فتعمهم ضبابة من غمام، ثم ينكشف عنهم مع الصبح، فيرون عيسى قد نزل، ويكون نزوله عند المنارة البيضاء والناس يريدون صلاة الصبح، ثم بعد الصلاة يتبعونه، وقد فرّ". فهذا يدل على أنه ينزل على منارة دمشق الصبح، فكيف يُقال لستّ ساعات مضين من النهار؟ وفيه أيضًا أن الناس لم يكونوا أحرموا بالفجر، بل يريدون ذلك، إلاّ أن يقال أحزمَ الإمام، وبعضُ الناس ومعظم الناس لم يُحرم بها بعد.

الثالث قوله: يُصلّي بالناس صلاةَ العصر المعروف عند أهل العلم: أن عيسى عليه السلام يُصلي وراء المهدي صلاة الفجر فقط. ثم يسلم له المهدي الأمر ويصلي بالناس، فيكون أوّل صلاة يصليها بالناس الظهر، فكيف يقول: يُصلي بالناس صلاة العصر؟


(١) سبق تخريجه ص ٥٨٩.