للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنبيه: وجه الجمع بين هذه الروايات: أن عيسى صلوات الله عليه، ينزل أوّلاً بدمشق على المنارة البيضاء -وهي موجودة الآن- لست ساعات من النهار، ثم يأتي إلى بيت المقدس غوثًا للمسلمين، ويلحقهم في صلاة الصبح، وقد أحرم المهديُ والناسُ كُلّهم أو بعضهم لم يُحرم بعد، فيخرج إليه من لم يُحرم بالصلاة فيأتي المهدي في الصلاة، فقهقر (١) ويقول لعيسى بعضُ الناس: تقدم لما تقهقر المهدي فيضع يده على كتف المهدي أن تقدم، ويقولُ للقائل: ليتقدم إمامكم فيجيبُ المهدي بالفعل، والقائل بالقول ليكونَ جواب كل على طبق قوله.

ثم إذا أصبحوا شرِّدَ أصحابُ الدجال، فتضيقُ عليهم الأرض فيدركهم بباب لُدّ، فيُصادف ذلك صلاة الظُهر، فيتحيل اللعين إلى الخلاص من سيدنا عيسى بالصلاة، فلمّا عرف أنه لا يتخلص من ذلك، ذاب خوفًا منه كما يذوب الملح بالماء، فأدركه فقتله، أو أنه ينشئ اللعينُ صلاة في غير وقتها، وهو أدلُّ على ضلالته وجهالته بالله، ذكره في "الإشاعة" (٢) ثم قال: وهنا وجهٌ آخر وهو أقرب إلى التحقيق: وهو أن الصلاة في الأيام القصار التي هي آخر أيام الدجال تقدر، فيحتمل أن يصادف التقدير ذلك الوقت، وعلى هذا فلا إشكال بين كونِه ينزل بدمشق لِست ساعات مضين من النهار، وبين كونه يصلي بالناس صلاة العصر. انتهى.


(١) في (ب): فيقهقر. والمثبت من (أ)، و (ط).
(٢) "الإشاعة" ص ١٣٦.