للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أقاتله العربُ، قلنا: نعم. قال: كيفَ صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يَليه من العرب، وأطاعوه قال: أما إن ذلك خير لهم أن يُطيعوه وإني مُخبرُكم. إني أنا المسيحُ وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدعُ قريةً إلا هبطتُها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، وهما محرمتان عليّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك، بيده السيف صلتًا يصدني عنها وإنَّ على كُلِ نقبٍ من أنقابها ملائكة يَحرسونها، قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وطَعن بمخصرته بكسر الميم: عصا أو قضيب يكون مع الملك أو الخطيب، يُشير بها إذا خَطب في المنبر -مُتعلق بطعن- هذه طيبة ثلاًثا: يَعني المدينة: ألا هل كنتُ أحدِّثكم؟ " قال الناس: نعم. قال: "فإنه أعجبني حديثُ تميم الداري أنه وافق الذي كنتُ حدثتكم عنه، وعن المدينة ومكة إلاّ أنه في بحر الشام، أو في بحر اليمن، إلا من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق، ما هو وأومأ بيده أنه إلى المشرق" (١).

قال القاضي عياض: لفظةُ "ما" زائدة صلة الكلام ليست نافية. والمرادُ إثباتُ أنه من قبل المشرق (٢) الحديث بطوله عند مسلم، وفي بعض طرق الحديث عِند البيهقي: إنه شيخُ. وسنده صحيح قال البيهقي فيه: إن الدّجال الأكبر الذي يَخرج في آخر الزمان غير ابن صيَّاد، وإن كان ابن صياد واحد الدجّالين الكذابين الذين أخبرَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، بخروجهم.


(١) مسلم (٢٩٤٢)، وفيه اختلاف بالسياق.
(٢) "إكمال المعلم" ٨/ ٥٠٢.