للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكأنّ هؤلاء الذين يقولون: إن ابن صيّاد هُو الدجال، لم يسمعوا بقصة تميم، وإلا فالجمعُ بينهما بعيدٌ جدًا، إذ كيفَ يلتئم من كان في أثناء الحياة النبوية شبه المُحتلم، ويجتمع به النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن يكون في آخرها شيخًا مسجونًا في جزيرة من جزائر البحر مُوثقًا بالحديد، يستفهم عن خبر النبي - صلى الله عليه وسلم - هل خرج أو لا قال: وأما إسلام ابن صياد، وحجه وجهادهُ فليس فيه تصريح بأنه غير الدجال، لاحتمال أنه يُختَم لهُ بالشر.

فقد أخرج أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"، عن حسان بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما فتحنا أصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهودية فرسخ فكُنا نأتيها، ونمتار منهَا، فأتيناها يومًا فإذا اليهودُ يدففون ويضربون، فسألتُ صديقًا لي منهم فقال: مَلكُنا الذي نستفتح به على العرب يدخل، فبتُ عنده على سطح فصليّتُ فلمّا طلعت الشمس، إذ الوهج من قِبَل العَسكر فنظرت فإذا هُو ابن صيّاد، فدخل المدينة فلم يعد حتى الساعة (١).

قال الحافظ ابن حجر (٢): وحسان بن عبد الرحمن، ما عرفتُه والباقون ثقات. قال: وقد أخرج أبو داود (٣) بسند صحيح، عن جابر قال: "فقدنا ابن صياد يوم الحرّة". ورواه غيره بسند حسن وخبر جابر


(١) "تاريخ أصبهان" ١/ ٢٢ - ٢٣.
(٢) الفتح ١٣/ ٣٢٨ وكل موضع ذكر فيه.
(٣) أبو داود (٤٣٣٢).