للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا يضعف خبر أنه مات بالمدينة، وأنهم صَلّوا عليه، وكشفوا عن وجهه ولا يلتئم أيضًا معَ خبر حسان بن عبد الرحمن المار، إذ فتحُ أصبهان كانَ في خلافة عمر كما أخرجه أبو نعيم في تاريخها (١)، وبين قتل عمر رضي الله عنه ووقعة الحرة نحو أربعين سنة، وغاية ما يعتذر عنه، أن القصة إنما شاهدها والد حسان، بعد فتح أصبهان في هذه المدة، ويكونُ جواباً لمّا في قوله: "لما فتحنا أصبهان" محذوف تقديره: صرتُ أتعاهدها وأتردد إليها فجرتْ قصةُ ابن صياد المارة وقد أخرج الطبراني في الأوسط من حديث فاطمة بنت قيس مرفوعًا: "أن الدجال يخرجُ من أصبهان" (٢). وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس رضي اللهُ عنه أنه يخرج من يهودية أصبهان (٣).

قال أبو نعيم: كانت اليهودية من جملة قرى اصبهان، وإنما سميت اليهودية لأنها كانت تختص بسكنى اليهود ولم تزل كذلك إلى زمن أيوب بن زياد أمير مصر في زمن المهدي بن منصور العباسي.

فسكنَها المسلمون، وبقيت لليهود منها قطعة.

هذا مُلخص كلام الحافظ ابن حجر، مع ضم فوائد من كلام


(١) "تاريخ أصبهان" ١/ ١٩.
(٢) الطبراني في "الكبير" ٢٤/ ٣٨٦ (٩٥٧) وذكره الهيثمي في "مجمع البحرين" ٧/ ٣٠٩ - ٣١٠ وفي "مجمع الزوائد" ٧/ ٣٣٩.
وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط في حديثهما الطويل، وفيه: سيف بن مسكين، وهو ضعيف جدًا.
(٣) مسند أحمد ٣/ ٢٢٤.