للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيره وحاصل كلامه أن الأصح: أن الدجال غيرَ ابن صياد، ووافقَهُ في الإشاعة (١) وإن وافقه ابن صياد في كونه أعور من اليهود، وأنه ساكنٌ في يهودية أصبهان، إلى غير ذلك، لكن أحاديث ابن صياد كُلها محتملة، وحديثُ الجساسة نص فيقدم.

قال في الإشاعة (٢): ومما يؤيد أنه غيرُه: أن قصة تميم الداري متأخرة عن قصة ابن صياد، فهو كالناسخ له، كذا قال. قُلْتُ: لا مَدخَلَ هُنا للنسخ أصلاً، والله أعلم.

قال: ويرجحه أنه غيرُ ابن صياد: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، حينَ إخباره بأنه في بحر الشام، أو اليمن لا بل قال من المشرق، كان ابن صياد بالمدينة، فلو كان هو لقال بل هو في المدينة قال: ويؤيده ما أخرجه نعيمُ بن حماد (٣) من طريق جُبير بن نفير، وشُريح بن عبيد، وعمرو الأسود وكثير بن مرة قالوا جميعًا: الدجالُ ليسَ هو إنسانٌ وإنما هُو شيطانٌ موثق بسبعين حلقة في بعض جزائر اليمن، كما تقدم. قال الحافظ ابن حجر (٤): وهذا لا يمكن مع كون الدجال هو ابن صيّاد، ولعل هؤلاء مع كونهم ثقات تلقوا ذلك من بعض كتب أهل الكتاب. انتهى

قال القرطبي في التذكرة (٥): وقد استدلَ مَن قال مِن العلماء أن الدجال ليس ابن صياد بحديث الجساسة، وما كان فى معناه. قال


(١) ص ١٤١.
(٢) ص ١٤١.
(٣) "الفتن" (٢/ ٥٤١).
(٤) فتح الباري (١٣/ ٣٢٨).
(٥) "التذكرة" ٢/ ٣٩٢.