للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصحيح أن ابن صياد هو الدجال يدل له ما تقدم ولا يبعد أن يكون بالجزيرة ذلك الوقت، ويكون بين أظهر الصحابة في وقت آخر إلى أن فقدوه يوم الحرة، وقد أخرجَ أبو داود (١) في خبر الجساسة من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: شهد جابر أنه هو ابن صياد قلت: فإنه قد مات قال: وإن مات قلت: فإنه قد أسلم قال: وإن أسلم قلت: فإنه قد دخل المدينة قال: وإن دخل المدينة قال: وذَكَر سيفُ بنُ عمر في كتاب "الفتوح والردة" (٢) ما ملخصه: أنه لا نزل المسلمون على السوس، وأحاطوا بها وناشبوهم القتال أشرف عليهم الرهبان والقسيسون فقالوا: يا مَعشَر العرب: إن مما عهد علماؤنا وأولياؤنا: أنه لا يفتح السوس إلاّ الدجال، أو قوم فيهم الدجال، فإن كان الدجال فيكم فتفتحونها، وإلا فلا تعنُوا بالحصار.

قال: وصاف ابن صياد يومئذ مع النعمان في جنده، فأتي باب السوس غضبانًا فدقه برجله، وقال انفتح فتقطعت السلاسل وتكسرت الأغلاق، وتفتحتِ الأبواب، ودخل المسلمون، وقد تقدمتْ قصة ابن صياد مع أبي سعيد (٣)، فالذي حط عليه كلام القرطبي أنه صاف ابن صياد وقال العلامة في بهجته: الذي اعتمده


(١) أبو داود (٤٣٢٨).
(٢) انظر خبر فتح السوس في"فتح البلدان" للبلازدي ص ٥٣٣ وسيأتي قصة الفتح مختلفة تمامًا وسيف بن عمر راوي القصة الموجودة هنا متهم بالكذب.
(٣) ص ٥٩٨ ت (٥).