للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المحدثون بعد الخلاف الكبير: أن الدجال هو ابن صياد اليهودي، الذي رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة. ورآه تميم بالجزيرة مع الجساسة انتهى.

قال الحافظ ابن حجر: وغاية ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم، وكونُ ابن صياد هو الدجال أن الذي شافه تميم موثقًا هو الدّجّال بعينه، وأن ابن صياد شيطانه ظهر في صورة الدجال، [في] (١) تلك المدة [١] التى قدر الله تعالى خروجه فيها. والله أعلم.

وزعم بعضُهم أن الدجال هو ابن شق الكاهن، أو هو شق نفسه كما تقدم قال الحافظ ابن حجر: وهذا واه (١) وفي "البهجة" (٢) أن اسم الدجال عند اليهود المسيح بن داود، قال يخرج آخر الزمان فيبْلغُ سلطانُه البرَ والبحرَ، وتسير معه الأنهار وهو آية من آيات الله، قالوا: ويردُّ الملك إلينا، وكذبوا في زعمهم. انتهى.

وفي "الإشاعة" (٣): فإن قيل كيفَ يحكمُ بكفر ابن صياد فضلاً عن كونه دجالاً بعد أن ثبت إسلامه، وحجه وجهادُه والأصل بقاؤه على الإسلام إلى الموت.

قلتُ: قوله في حديث أبي سعيد (٤) لا يكره أن يكون دجالاً ولو عُرض عليه ذلك لقبله. يدلُ على عدم إسلامه في الباطن إذ كيفَ يرضى المسلم أن يدعي الربوبية والنبوة؟ فهذا الذي جوزّ الحكم عليه بالكفر. انتهى.


(١) فيه زيادة من الفتح [إلى أن توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه إلى أن تجيء المدة" "فتح الباري" ١٣/ ٣٢٨.
(٢) "البهجة" ص ١٩٣.
(٣) "الإشاعة" ص ١٤٢.
(٤) ص ٥٩٨ ت (٥).