(٢) قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمنا الله وإياه فيما نقله عنه البغوي في (١٥/ ٧٤، ٧٥) شرح السنة، وقد اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافًا شديدًا، وأشكل أمره حتى قيل فيه كل قول، وقد يسأل عن هذا، فيقال: كيف يقارُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يدَّعي النبوة كاذبًا، ويتركه بالمدينة يُساكنه في داره، ويجاوره فيها، وما وجه امتحانه إياه بما خبأه له من آية الدخان، وقوله بعد ذلك "اخسأ فلن تعدو قدرك"؟! قال أبو سليمان: والذي عندي أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود وحلفاءهم، وذلك أنه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتابًا صالحهم فيه على أن لا يهاجموا، وأن يُتركوا على أمرهم، وكان ابن صياد منهم، أو دخيلًا في جملتهم، وكان يبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبره وما=