للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرجت عبادًا لي لا يُدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور، ويبعثُ اللهُ يأجوجَ ومأجوج، فيخرجون على الناس فيُنشفون الماء، ويتحصَّن الناس منهم في حصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم، فيشربون مياه الأرض حتى إن بَعضهم ليمر بالنهر، فيشربون ما فيه حتى يتركوه يَبَسا، حتى إن من يمرُ من بعدِهم ليمر بذلك النّهر فيقول قد كان هاهنا ماء مرة ويحصر عيسى نبي الله وأصحابه، حتى يكون رأس الثور أو رأس الحمار لأحدهم خيرًا من مائة دينار" (١).

في رواية مُسلم (٢) وغيره: "فيقولون لقد قَتلْنا من في الأرض، هلم نقتل من في السّماء، فيرمون نشابهم إلى السّماء فيردُها الله عليهم مخضوبة دماءً للبلاء والفتنة فيرغب نبي الله وأصحابه إلى الله، فيُرسلُ الله عليهم النَّغَف" بفتح النون والغين المعجمة، ثم فاء.

وفي رواية: "دودًا كالنغف في أعناقهم وهو دود يكونُ في أنوف الإبل والغنم، فيصبحون مَوتي كموت نفس واحدة، لا يُسمعُ لهم حس، فيقولُ المسلمون: ألا رَجلٌ يشتري لنا نفسه فينظر ما فعل هذا العدو؟ فيتجردُ رجل منهم محتسبًا نفسه قد وطّنها على أنه مقتول، فينزلُ فيجدهُم موتي بعضُهم على بعض، فيُنادي يا معشرَ المسلمين: ألا أبشروا إن الله عز وجل قد كفاكم عدوكم، فيخرجُون من مدائنهم وحُصونهم، ويسرحون مواشيهم فما يكون لها مرعي إلّا لحومهم، فتشكَر منه -بفتح الكاف- أي لتسمن أحسن ما شَكرت عن شيء،


(١) حديث النواس بن سمعان رواه مسلم مطولًا ٤/ ٢٢٥٠ - ٢٢٥٥ (٢٩٣٧).
(٢) صحيح مسلم ٤/ ٢٢٥٥.