للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرجَ ابن أبي الدنيا بسند صحيح: "أما والله لتدعُنَّها مُذَلَّلة أربعين عامًا للعوافي، أتدرون ما العوافي؟ الطيرُ والسباع" (١).

وسببُ خَرابها والله أعلم: أنهم يخرجون مع المهدي إلى الجهاد، ثم ترجُف بمُنافقيها وترميهم إلى الدجال، ولمْ يبقَ إلا المؤمنون المخلصون فيهاجرون إلى بيت المقدس عند إمامهم، فقد ورد "ستكون هجرة، وخيار الناس يومئذ ألزمهم (٢) مُهاجَر إبراهيم" (٣) ومَن بقي منهم تَقبضُ الريحُ الطيبة أرواحهم فتبقَي خاويةً فهذا سبب خرابها.


(١) رواه من حديث عوف بن مالك عمر بن شبة فتح ٤/ ٩٠، والحاكم ٢/ ٣١٣ و ٤/ ٤٧٢، والبيهقي ٤/ ١٣٦. قال الحافظ ٤/ ٩٠: رواه عمر بن شبة بإسناد صحيح.
(٢) ورد في هامش الأصل هذا الكلام.
ومهاجر إبراهيم قال كعب الأحبار: إن إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه خرج من كوثا هاربًا حتَّى نزل بالشام من ناحية فلسطين في الموضع المعروف الآن بواد السبع وهو شاب لا مال له فأثرى وكثر ماله وشاخ فضاق على أهل الموضع موضعهم فقالوا له: تحول عنا فتحول فقال بعضهم: أتانا بلا مال فلو شاطرنا ماله فكلموه في ذَلِكَ فقال: أتيتكم شابًا ردوا على شبابي وأرد عليكم ما اكتسبته من أرضكم فحجهم ثم سار فجف ماؤهم فلحقوه ليردوه فلم يفعل وأعطاهم سبع شياه وأمرهم أن تقف كل شاة على بئر فيرد الماء ففعلوا فرد الماء فسُمي واد السبع لذلك والله أعلم. نقل من خط مؤلف عن نسخة.
(٣) أحمد (٢/ ٢٠٩) أبو داود (٢٤٨٢).