العينين، أفطس الأنف كبير البطن وقد صفَّ قدميه على الكعبة، هو وأصحابٌ له فينقضونهَا حَجرًا حجرًا، ويتداولونها بينهم حتى يَطرحُوها في البحر" الحديث. قوله السُوَيقتين: تصغيرُ الساقين أي: -دقيق الساقين- والأصيلع: تصغير أصْلَع -وَهُو مَنْ ذهب مقدمُ رأسه- والأفَيْدع: تصغير أفدَعْ -وهو من في يديه اعوجاجٌ- وورد في بعض الروايات "أصعل" أي: صغير الرأس، وفي بعضها أصمع أي صغير الأذنين، وقيل: كبير الأذن والأفحج المتباعد الفخذين.
وأخرج الإمام أحمدُ عن أبي هريرة "يبايَعُ لرجلُ بين الرُكنِ والمقام، ولن يستحلَ هذا البيت إلا أهلهُ، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فيخربونه خرابًا لا يَعمَّرُ بعده أبدًا وهم الذين يستخرجون كنزه" (١).
ورواه الأزرقي بهذا اللفظ في "تاريخ مكة"، والحاكم وصححه. فَإنْ قُلْتَ: قد تقدم أن المهدي هو الذي يُخرج كنز الكعبة، وهنا في هذا الحديث: أن ذا السويقتين هو الذي يُخرج كنزها؟
قُلْتُ: لعمري إنَّه لسؤالٌ وارد، ولم أرَ من تعرَّضَ لهذا الآعزاض، ولا مَن نبَّه عليه من العلماء والحفاظ.
ولعل الجواب عن هذا: أن المهدي يستخرج الكنز المذكور، ثم بعد استخراجه له يجمع ما فيه من الحجاج في مُدَّته، ومدة
(١) رواه ابن أبي شيبة ١٥/ ٥٢، والطيالسي (٢٣٧٣)، وأحمد ٢/ ٢٩١ و ٣١٢، والحاكم ٤/ ٤٥٢ - ٤٥٣.