سيدنا عيسى عليه السلام إلى حين خُروج هذا الخبيث، فإن المدة قابلة لجمع أضعاف ذلك، سيما مع كثرة المال وكثرة الحجاج حينئذ، والله أعلم.
فَإِنْ قُلْتَ: هدم الكعبة وتسليط هذا الخبيث عليها يُنافي قوله تعالي: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا}[العنكبوت: ٦٧]، وقد حمي اللهُ هذا البيتَ من أصحابِ الفيل، ولم يكن قِبْلة، فكيفَ يُسلط عليه الحبشة بعد أن صارَ قِبَلةً للمسلمين؟
فالجواب: ما ذكره في "فتح الباري"(١) وهو أن يُقال قد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - للجواب في الحديث بقوله:"ولن يَستَحلَ هذا البيت إلا أهله"، ففي أصحاب الفيل: ما كان أهله استحلوه فمنعه منهم، وأما الحبشة: فلا يهدمونه إلا بعد استحلال أهله مرارًا، وقد استحله أهل الشام زمن يزيد بأمره، ثم الحجاج زمن عبد الملك بأمره ومرَّت الإشارة إلى ذلك، ثم سلط الله القرامطة فقتلوا من المسلمين في المطافِ ما لا يُحصي، وقلعوا الحجر ونقلوه إلى بلادهم، فلما وقع استحلاله من أهلهِ مرارًا، مكن غيرَهُم من ذلك عقوبةً لهم، على أنه ليس في الآية استمرارُ الأمن المذكور فيه. والله أعلم.
خاتمة: اختلف العلماء في هدم الكعبة: هل هو في زمن سيدنا عيسى عليه السلام أو بعده عند قيام الساعة، حيثُ لا يبقي أحد يقول: الله؟