للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعن كعب أنَّه زمن عيسى. وقيل: زمنه وبعد هلاك يأجوج ومأجوج يحجُ النَّاسُ ويعتمرونَ كما ثبت، وأن عيسى عليه السلام يحج أو يعتمر أو يجمع بينهما، والظاهرُ أنه بعد سيدنا عيسى عليه السلام.

وذكر الحافظ ابن حجر (١) أنه وجدَ في كتاب "التيجان" لابن هشام: أن عمر بن عامر كان ملكًا متوجًا وكان كاهنا معمرًا، وأنه قال لأخيه عمرو بن عامر المعروف: بمزيقيا، لمَّا حضرته الوفاة إن بلادَكم ستُخربُ، وأن لله في أهل اليمن سَخَطين ورحمتين: فالسخطة الأولى: هدمُ سد مأرب وخراب البلاد بسببه، والثانية: غلبة الحبشة على اليمن. والرحمة الأولى: بعثة نبي من تُهامة اسمه محمد، يرسَلُ بالرحمة ويَغلب أهل الشرك، والثانية: إذا خرب بيتُ الله يبعثُ الله رجُلًا يقُالُ له شُعيب بن صالح، فيهلك من خرَّبهُ ويُخرجهم، حتى لا يكون بالدنيا إيمان إلا بأرض اليمن.

قال الحافظ: إن ثبت هذا عُلمَ منه اسم القحطانيّ وسيرتهُ وزمانه.

واعترضه في "الإشاعة" (٢) بأنه ليس فيما ذُكر أن ذلك هو القطحاني، ولم لا يجوز أن يكون شعيب بنُ صالح التميمي القادم بالرايات السود إلى المهدي؟ وأنه يرسلُ عيسى إليه حين يأتيه الصريخ، ويؤيده كون لقبه المنصور، وبتقدير أن يكون هو إيّاه، فجائز أن يكون قبل خلافته، ويكون فيمن أرسله عيسى أميرًا عليهم، أي: فإنه ورد


(١) "فتح الباري" ١٣/ ٧٨.
(٢) "الإشاعة" ص ١٦٢ - ١٦٣.