للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن الصريخ يأتي عيسى بذلك، فيبعث إليه طائفة ما بين الثمانية إلى التسعة، فيكون هو أميرهم، وكونه رحمة لأهل اليمن، لا يلزم أن يكون منهم.

ويكفي [في كونه] (١) رحمة لهم، كونه يدفع الحبشة عنهم بحيث لا يبقي إيمان إلا [في أرض] (٢) اليمن، [ثم] (٣) إن الحجازَ من اليمن ولذا يُقال الكعبة يمانية، وأقولُ كونُ ذلك زمن عيسى عليه السلام، وأنه هو الذي أرسله مع كون لا إيمان إلّا في اليمن في غاية البعد. كيف وزمن عيسى لا يكونُ إلا إيمان خالص؟ والدين متحد كما مر فليحرَّر. فإنْ قِيلَ قد مَرَّ أنّ آخر ما يُوجد الإيمان في المدينة، وهنا قلتم في اليمن.

قُلت: المدينة من اليمن، وقيل إن هدم الكعبة بعد خروج الدابة.

وقيل: بعد الآيات كلها قرب قيام الساعة، حتى لا ينقطع الحاج، ولا يبقي في الأرض من يقول الله، ويؤيد هذا: أن زمن عيسى عليه السلام كُله زمن سلم وبركة وأمان وخير. قُلْتُ: وهذا أليقُ بكرم الله سبحانه وتعالى، سيما والبيت قبلةُ الإسلام والحج إليه أحد أركان الإسلام، فينبغي أن يبقي ببقاء المسلمين، فإذا جاءت الريحُ الباردة الطيبة، وقد قبضت المؤمنين فحينئذ يُهدم البيت، ويرتفع القُرآن، ولا يبقي في الأرض لا دين ولا إيمان. قال العلامة في "البهجة" (٤): وعن الثقات من الحُفاظ يمكثُ الناس ما شاء الله في


(١) و (٢) زيادة من "الإشاعة".
(٣) ساقطة من "الإشاعة".
(٤) البهجة ص ٢١٧ - ٢١٨.