للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: ١٥٨]، وعند البيهقي "فيذهب الناسُ فيتصدقون بالذّهبِ الأحمر، فلا يُقبلُ منهم ويقال: لو كان بالأمس" (١).

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لا تزالُ الشمسر تجري من مشرقها إلى مغربها، حتى بأتي الوقتُ الذي جعل الله لتوبة عباده، فتستأذنُ الشمسُ من أين تطلع؟ ويستأذن القمر من أين يطلع؟

فلا يؤذنُ لهما: فيحبَسانِ مقدارَ ثلاثِ ليال للشمس، وليلتين للقمر، فلا يعرفُ مقدار حبسهما إلا قليل من الناس، وهم بقية أهل الأرض، وحملة القرآن يقرأُ كلُ رجل منهم وردَه في تلك الليلة، حتى إذا فرغ منه نظر فإذا ليلته على حالها، فيعودُ ويقرأ ورده، فإذا فرغ نظر فإذا ليلته على حالها فلا يعرف ذلك إلا حملة القُرآن، فينادي بعضُهم بعضا: فيجتمعون في مساجدهم بالتضرع والبكاء والصراخ بقية تلك الليلة.

ومقدارُ تلك الليلة ثلاث ليال، ثم يرسل الله جبريل إلى الشمس والقمر فيقول: إن الرب تعالى يأمر كما أن ترجعا إلى مغربكما فتطلُعا منه، فإنه لا ضوءَ لكما عندنا ولا نور، فتبكي الشمسُ والقمرُ خوفَ يوم القيامة، وخوفَ الموت، فتيرجعُ الشمس والقمرُ فيطلعان من مغربهما فبينما الناس كذلك، يتضرعون إلى الله تعالى، والغافلون في


(١) الدر المنثور ٣/ ٣٩٤.