قال العلامةُ عن الأخير يَعني كون طلوع الشمس بعد نزول عيسى، وأن المراد بالآيات آيات أُخر هو المعتمد لما مرّ مِن أنَّ بابَ التوبة يُغلقُ من حين طلوع الشمس إلى يوم القيامة، مع أنه قدَّم في "بهجته" طلوعَ الشمس من مغربها أوَّلًا ثُمَّ خروج الدابة ثم المهدي ... إلخ.
الجواب الثاني: أن خُروجَ الدَّجالِ أوَّلَ الآيات العظام المؤذنة بتغير انتظام أحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت سيدنا عيسى عليه السلام، وطلوع الشمس من مَغربها: هُو أوّل الآيات العظام المؤذنة بتغير انتظام العالم العلوي. وينتهي ذلك بقيام الساعة، وأمّا خُروجُ الدابَّة فإنه يقعُ في ذلك اليوم الذي تطلُعُ فيه الشمس من المغرب قال الحاكم: الذي يظهر أنَّ طلوعَ الشمس يسبقُ خروجَ الدابَّة في ذلك اليوم، أو الذي يقربُ منه (والحكمة في ذلك: أن عندَ طلوع الشمس من المغرب، يُغلقُ بابُ التوبة، فتخرجُ الدابَّة تميِّزُ المؤمن من الكافر تكميلًا للمقصود من إغلاق باب التوبة)(١).
قال العلامة: وهذا كلام في غاية التحقيق، جديرٌ بأن يُتلقي بالقبول، لما فيه من التوفيق قد قرره الحفاظ الأعلام وعلماء الإسلام.
وقال في محل آخر من بهجته: قد ذكر المحققون أن بابَ التوبة
(١) ذكر قول الحاكم ابنُ حجر كما في "الفتح" ١١/ ٣٥٣. وما بين القوسين من كلام ابن حجر ليس من كلام الحاكم.