ومن الثاني: الدخان وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والنار التي تخرج من قعر عدن تحشر الناس، فيكون المراد بالمدة الطويلة باعتبار الأوّل، والقصيرة باعتبار الثاني، لكن الخبر ناطقٌ، بأن العشرين ومائة سنة، بعد طلوع الشمس.
تتمة: ذكَر الحَليمي: أن أوّل الآيات الدجّال، ثم نزول عيسى، ثم طلوعُ الشمس من مغربها.
قُلْتُ: والصّوابُ عندي أن أوّل الآيات خروجُ المهديّ، ثم الدجال، ثم نزول عيسى، ثم خروجُ يأجوج ومأجوج، إلى آخرها على نسق ما ذكرنا.
وأما خُروجُ السفياني فإنه وان كان قبل خروج المهدي، لكن لم يعد العلماء خروجه آية، وإنما: هو علامةٌ لخروج المهدي، والله الموفق.
الرابع من التنبيهات: زعم جماعة من العلماء أنه إنما يمتنعُ قبولَ الإيمان والتوبة وقت طلوع الشمس، أي في تلك الحالة، وأما مَن تاب بعد ذلك، أو أسلم قُبِلَ ذلك منه. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(١) ما حاصله: الذي دلت عليه الأحاديث الثابتة الصحاح والحسان: أن قبول التوبة منفيًا بطلوع الشمس من مغربها، ومفهومها أنها بعد ذلك لا تُقبل بل قد جاء في بعض الروايات، التصريحُ بعدم القبول كما عند الإمام أحمد والطبريّ والطبراني عن مالك بن يخامر،