للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من خلفه فتقولُ يا فُلان: الآن تُصلي فيُقبلُ عليها فتسمُه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال، ويصطَحبون في الأمصار يعرفُ المؤمنُ الكافر وبالعكس، حتى إن المؤمن ليقولُ للكافر: يا كافر، اقض حَقِّي، والكافر يقول: يا مؤمن اقض حقي، وتستقبل المشرق، فتصرخُ صرخةً تنفذه، ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة تنفذه، ثم المغرب واليمن كذلك، ولا يبقى مؤمنٌ إلا نَكتَتْ في مسجده، بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النقطة، حتى يبيض لها وجهه، ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان، فتفشو تلك النكتة حتى يسوَدَّ لها وجهه" (١).

وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن" (٢)، والحاكم في "المستدرك"، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا يلبثون يَعني الناس بَعْدَ يأجوج ومأجوج، حتى تطلع الشمس من مغربها، وجفَّت الأقلام وطُويَتِ الصُّحُف، لا يُقْبَلُ من أحد توبة، ويَخر إبليس ساجدًا ينادي إلهي: مُرني أنْ أسجد لمَن شئت، وتجتمعُ إليه الشياطين فتقول: يا سيدنا إلى من تفزع؟ فيقولُ: إنَّما سألتُ ربي أن يُنظرني إلى يوم البعث فأنظرني إلى يوم الوقت المعلوم، وقد طلعتِ الشمسُ من مغربها، وهذا يومُ الوقت المعلوم، وتصيرُ الشياطين ظاهرة في الأرض حتّى يقولَ الرجلُ هذا قريني الذي كان يغويني، فالحمدُ لله الذي أخزأه ولا


(١) انظر "الدر المنثور" تفسير النمل آية (٨٢).
(٢) (١٨٤٣) (٢/ ٦٥٤).