للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن بريدة رضي الله عنه قال: ذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضع بالبادية، قريب من مكة فإذا بأرض يابسة، حولها رمل فقال - صلى الله عليه وسلم "تخرجُ الدابَّة من هذا الموضع (١).

ووجْهُ الجمع بين هذه الروايات مِن وجهين (٢): أحدهما: أن لها ثلاثُ خرجات، ففي بعضها تخرجُ من مدينة قوم لوط، ويصدق عليها أنها من أقصى البادية، وفي بعضها تخرج من بعض أودية تهامة، ويصدق عليها أنها من وراء مكة، ومن اليمن؛ لأن الحجاز يمانية، ومن ثَمَّ قيل الكعبة يمانية (٣)، وفي المرة الأخرى تخرج من مكة، وهي من عظم جثتها وطولها يمكنُ أن تخرج من بين المروة والصفا وأجياد، فإنها تمتدُ مقدار ثلاثة أيام وأكثر، فحينئذٍ يصدقُ عليها أنها خرجتْ من المروة ومن الصفا ومن أجياد، ومن المسجد أي: ومنَ البادية التي بالقرب من مكة، كما في حديث بريدة.

والوجهُ الثاني: أنها تخرجُ من جميع تلك الأماكن في آن واحد، خرقًا للعادة، في صور متباينة، على أنه ورد كما في "حياة الحيوان"، أنه يَخرجُ من كل بلدة دابة، مما هو مبثوث (٤) نوعُها في الأرض،


= ٢/ ٦١، وابن حبان في المجروحين ١/ ٣٠٠، والفاكهي في أخبار مكة ٤/ ٤٣ وإسناده ضعيف جدًا.
(١) حديث ضعيف وقد تقدم ت (٢) ص ٦٧٣.
(٢) لا حاجة للجمع بين روايات أكثرها ضعيف كما تقدم في التعليق عليها.
(٣) في (ب): الكعبة اليمانية.
(٤) غير واضحة في الأصل.