للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من إيمان، إلا قبضته حتى لَو أنَّ أحدكم دخل في كبد جبل، لدَخلت عليه حتى تقبضه، فيبَقى شرارُ الناس، في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا، ولا يُنكرون مُنكرًا فيتمثل لهم الشيطان فيقولون: ما تأمرنا فيأمرهم بعبادة الأوثان، فيعبدونها وهم في ذلك دارّ رزقهم حسن عيشهم، ثم يُنفخُ في الصور" (١) واستشكل بأنه قد تقدم أن الدابَّةَ تقتُلُ إبليسَ، والجوابُ أنه ليس فيه أن الذي يظهر لهم إبليس، بل يجوز أن يكونَ شيطانًا آخر غير إبليس من ذريته.

وأخرجَ الإمام أحمد (٢) ومسلم والترمذي، من حديث النواس بن سمعان، "فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة، فتأخُذَهم تحتَ آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم. ويبقى شِرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحُمر أي: يتسافدون تسافد الحُمُر، جمع حمار. فعليهم تقوم الساعة وفي حديث ابن مسعود: "إن المؤمنين يتمتعون بعد خروج الدابّة أربعين سنة، ثم يعود فيهم الموت، ويُسرع فلا يبقى مؤمن ويبقى الكفار يتهارجون في الطريق كالبهائم وفيه فيكونون على مثل ذلك، حتى لا يُولد أحد من نكاح، ثم يُعقم الله النساء ثلاثين سنة، ويكونون كلهم أولاد زنا، شرار الناس وعليهم تقوم الساعة" (٣).


(١) رواه أحمد ٢/ ١٦٦، ومسلم (٢٩٤٠)، وابن حبان (٧٣٥٣).
(٢) مسلم (٢٩٣٧)، أحمد (٤/ ١٨٢)، والترمذي (٢٢٤٠)، وأبو داود (٤٣٢١)، والنسائي في "الكبرى" (٨٠٢٤).
(٣) رواه مسلم (٢٩٣٧)، وتقدم مرارًا.