للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذاتِها أو صفاتها فقط. انتهى

فالقائلون بأنه تبديلُ ذات، منهم ابن مسعود (١) قال: تبدلُ الأرضُ كلها نارًا يوم القيامة.

قال كعبُ الأحبار، وأُبيّ بن كعب (٢): تصير السموات جنات، ويصيرُ مكان البحر نارًا، وتبدل الأرضُ غيرها، أي مما لم يكن بحارًا، فقد ورد: أن ما يصير نارًا من البحر، يعود على بقية الأرض، فيدعها جمرة واحدة من نار.

فإن قِيلَ في هذا حجة لمن زعم أن الجناتِ لم تخُلق بعد؛ لأنّ السّموات حيث قلتم إنها هي الجنة، فالجنة غير موجودة الآن، وكذا النار.

فَالْجَوَابُ: إن السموات تضاف إلى الجنة كما أن البحار تضاف إلى النار، لا أنّ الجنة هي السموات، بل السموات تصيرُ من جملة الجنة، وأن البحارَ تصيرُ نارًا وتضاف إلى النار، فتكون من جملة النار والله الموفق.

وعن على كرم الله وجهه، تُبدل الأرض أرضًا من فضة، والسموات سموات من ذهب (٣).

وقال ابن جرير ومحمد بن كعب: تُبدل الأرض خبزة بيضاء يأكل المؤمن من تحت قدميه. (٤) لحديث الشيخين من مرفوع أبي سعيد


(١) ابن جرير (١٣/ ٧٣٣) و "الدر المنثور" تفسير آية (٤٨) سورة إبراهيم.
(٢) ابن جرير (١٣/ ٧٣٥) "حلية الأولياء" (٥/ ٣٧٠) عن كعب الأحبار.
(٣) "صفة الجنة" لأبي الدنيا (٦٢)، وابن جرير (١٣/ ٧٣٣، ٧٣٤)
(٤) "تفسير الطبري" ٧/ ٤٨١.