للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: ٤٨] قال يُزادُ فيها وينقص، وتذهب آكامها من أماكنها، وجبالها وأوديتها وشجرها، وما فيها، وتمدّ مدّ الأديم العكاظي، أرضٌ بيضاء مثل الفضة، لم يسفك فيها دَم، ولم تعمل فيها خطيئة والسموات تذهب شمسها وقمرها [ونجومها] (١)، ويدل لهذا حديث أبي هريرة "تبدل الأرضُ غير الأرض، فيبسطها ويمدّها مَدَّ الأديم العكاظيّ لا ترَى فيها عوجا ولا أمتا، ثم يزجر الله الخلق زجرةً واحدةً فإذا هُم في هذه المبدلة، في مثل مواضعهم الأولى من كان في بطنها كان في بطنها، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها" (٢).

وهو ظاهرُ ما في حديث مسلم، عن سهل بن سعد "يحُشَر الناس يومَ القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقرصة النِقي ليس فيها معلَمٌ لأحد" (٣).

قوله "عُفرا" العفر بياض يقرب إلى الحمرة، و"النقي" بكسر القاف هو الحواري، وقوله "ليس فيها معلم لأحد"، أي: ليسَ لأحد فيها علامة أو مسكن أو بناء، أو أثر.

وفي "شعب الإيمان" للبيهقي في قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ


(١) زيادة من "الدر المنثور" تفسير آية سورة إبراهيم (٤٨).
(٢) رواه إسحاق ١/ ٨٨، والطبري ١٣/ ٢٥٢ و ٢٣/ ١٤، وأبو الشيخ في العظمة ٣/ ٨٢٨ (٣٨٦).
(٣) رواه البخاري (٦٥٢١)، ومسلم (٢٧٩٠)، وابن حبان (٧٣٢٠).