للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتمتع، وجعلها و [جعل] (١) ما فيها للاعتبار والتفكر، والاستدلال عليه بحسن التأمل والتذكر، فلما انقضت مدة السكنى، وأجلاهم من الدار خَرَّبها لانتقال الساكن عنها، فأراد أن يُعلمهم بأن (٢) في إحالة الأحوال، وإظهار تلك الأهوال [وإبداء ذلك الصنع العظيم، بيانًا لكمال قُدرته ونهاية حِكمته، وعظمة ربوبيَّتِه وعِزّ جلاله وعظمِ شأنه] (٣)، وتكذيبًا لأهل الإلحاد وزنادقة المنجمين، وعباد الكواكب، والشمس، والقمر والأوثان ليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين، فإذا رأوا [مثال] (٤) آلهتهم قد انهدَم، وأن معبوداتهم قد انتثرت، [والأفلاك التي زعموا أنها وما حوته هي الأربابُ المستوليةُ (٥) على هذا العالم، (٦)، قد تشققت وانفطرت، ظهرت [حينئذ] (٧) فضائحهم، وتبين كذبهم، وظهر أن العالَم مربوبٌ محدَثٌّ مُدبر له رب يصرفه كيف يشاء تكذيبًا لملاحدة الفلاسفة القائلين بقدمه، فكم لله من حكمة لهدم هذه الدار، ودلالة على عظيم قدرته وعزته، وسلطانه وانفراده بالربوبية، وانقياد المخلوقات بأسرها لقهره وإذعانها لشأنه فتباركَ اللهُ ربُّ العالمين.


(١) زيادة في "مفتاح دار السعادة".
(٢) في "مفتاح دار السعادة" زيادة (لكونين كانت معمورة بهم و).
(٣) ما بين القوسين ساقط من "مفتاح دار السعادة".
(٤) غير موجود في "مفتاح دار السعادة".
(٥) في (ب): المتولية.
(٦) ما بين القوسين ساقط من "مفتاح دار السعادة".
(٧) ساقط من "مفتاح دار السعادة".