للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال علماء الهيئة: وسطُ الأرض جزيرة أرين، قالوا: هي نُقطَة الأرض كلِّها قفرُها ومعمورُها، وإذا توسَطت الشمسُ الحمل، لمْ يكن في هذه الجزيرة ظلٌ لشيء قائم، وهي أعدل الأرض هواء واعتدالَ ليلُها ونهارُها طول الدهر، لا يزيدُ ولا ينقصُ، ولا ينقصُ من شجرها ورقة.

قالوا: وكاد أن لا يموت فيها إنسان إلّا على مائة عام، وفي هذه الجزيرة أعاجيبٌ شتَّى ليسَ هذا محل ذكرها. واللهُ أعلم.

وتقدم أنّ بيْن النفختين أربعين عام، قال بعضُهم: اتفقت الروايات على ذلك، وفي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "ما بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة: أربعون يومًا؟ قال أبَيْت قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبَيْت قالوا: أربعون عامًا؟ قال: أبَيْتُ الحديث (١). وقول أبي هريرة (أبيت) فيه تأويلان، فقيل: "أبيت" أي: امتنعت من بيان ذلك لكم، وقيل "أبَيْتُ" أن أسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك (٢).


(١) رواه مسلم (٢٩٥٥)، والبخاري (٤٨١٤).
(٢) قال ابن حجر رحمنا الله وإياه في "الفتح" (٨/ ٥٥٢) أبيت بموحدة أي امتنعت عن القول بتعيين ذلك لأنه ليس عندي في ذلك توقيف، ولابن مردويه من طريق أبي بكر بن عياش عن الأعمش في هذا الحديث فقال: "أعييت" من الإعياء وهو التعب، وكأنه أشار إلن كثرة من يسأله عن تبيين ذلك فلا يجيبه، وزعم بعض الشراح أنه وقع عند مسلم أربعين سنة ولا وجود لذلك، نعم أخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن الصلت عن الأعمش في هذا الإسناد =