للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الغزالي: حدثني من لا أشك في علمه ومعرفته، أن سر ذلك وأمره لا يعلمه إلا الله تعالى؛ لأنه سرٌّ من أسرار الربوبية.

وفي حديث "إنَّ بيْنَ النفختين أربعين عاما" (١)، وفي تفسير الثعلبي عن أبي هريرة رضي الله عنه، في تفسير سورة الزُمر: إن الله تعالى يُرسِلُ مطرًا على الأرض فيترلُ عليها أربعين يوما، حتى يكون فوقَهم اثنى عشر ذِراعًا فيأمر الله عز وجل الأجساد أن تنبت كنبات البقل، حتى إذا تكاملت أجسادهم، كَما كانَتْ قال الله تعالى: ليحى حملة العرش، ليحيي جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، ثم يأمر الله تعالى إسرافيل فيأخذ الصورَ فيضعه على فيه، ثم يدعو الأرواحَ فيؤتَى بها، تتوهج أرواح المؤمنين نورا، والأخرى ظلمة فيقبضها جميعًا، ثم يُلقيها في الصور، ثم يأمره أن يَنفخَ نفخة البعثِ، فتخرجُ الأرواح كُلُّها كأنها النحل، قد ملأت ما بين السماء والأرض ثم يقول


= أربعون سنة وهو شاذ. ومن وجه ضعيف عن ابن عباس قال ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة" ذكره في أواخر سورة ص، وكان أبا هريرة لم يسمعها إلا مجملة فلهذا قال لمن عينها له "أبيت" وقد أخرج ابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: "بين النفختين أربعون. قالوا: أربعون ماذا؟ قال: هكذا سمعت" وقال ابن القيم: ويحتمل أيضًا علم ذلك لكن سكت ليخبرهم في وقت أو اشتغل عن الأعلام حينئذ. ووقع في جامع ابن وهب "أربعون جمعة" وسنده منقطع. ا. هـ
(١) أبي داود في "البعث" (٤٢) وذكره في "فتح الباري" (٨: ٥٥٢) (١١/ ٣٧٠)، وقال الحفاظ ضعيف. ويغني عنه الحديث الصحيح في ت (١) ص (٧٣٢).