القبور، [يقول الكافر: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فيقول المؤمن إلى جنبه {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}] (١) قاموا مذعورين عجلين ينظرون ما يراد بهم.
تنبيه: اختلف الناسُ هل البعث إعادة بعد تفريق؟ أو إيجاد معدوم؟
قال التفتازاني في "شرح عقائد النسفي": والبعثُ هو أنَّ الله يبعثُ الموق من القبور، بأن يجمعَ أجزاءهم الأصلية ويُعيدُ الأرواحَ إليها حق .. وذكر آيات تدل على ذلك. ثم قال: وأنكره الفلاسفة بناءً على امتناع إعادة المعدوم بعينه، وهو أنه لا دليل لهم عليه يُعتد به، غير مضر بالمقصود؛ لأن مرادنا أن الله تعالى يجمعُ الأجزاء الأصلية للإنسان، ويُعيدُ روحَه إليه سواء سمي إعادة المعدوم بعينه، أو لم يسمّ. وبهذا يسقُطُ ما قالوا إنه لو أكل إنسان إنسانًا بحيث صارَ جزءاً منه فتلك الأجزاء إما أن تُعادَ فيهما وهو محال أو في أحدهما فلا يكون الآخر معادًا بجميع أجزائه، وذلك لأنّ المعاد إنما هو الأجزاء الأصلية، الباقية من أول العُمر إلى آخره، والأجزاء المأكولة فَضلة في الأكل لا أصلية. انتهى
وتقدم الكلامُ على ذلك مُبينا قال: عكرمة رحمه الله: إنَّ الذين
(١) زيادة من "الدر المنثور" ولفظه في الزهد ولهناد يخالف ما في الدر عند تفسير آية (٥٢) يس، وما سبق هنا.