للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب": قد قال كُلُّ من وقفتُ على كلامه من أهل اللغة: أن المرادُ بقوله: يبعث في ثيابه التي مات فيها أيّ: في أعماله.

قال الهروي: وهذا كحديثه الآخر يبعث العبدُ على ما مات عليه، قال: وليسَ قول من ذهب إلى الأكفان بشيء لأن الميّتَ إنما يكفَّن بعدَ الموت. انتهى (١).

وأخرج الشيخان: أن شاربَ الخمر يُبعثُ والكوز مُعَلَّقٌ في عنقه، والقدح بيده، وهو أنتنُ من كل جيفةَ على الأرض، يلعنهُ كل من يَمرُّ به من الخلق (٢).

وفي الصحيح "المقتول في سبيل الله، يأتي يومَ القيامة وجرحه يَشخُبُ دمًا اللونُ لونُ دم، والريحُ ريحُ المسك" (٣).

وعن ابن عمر يرفعه "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة عند الموت، ولا في قبورهم ولا في منشرهم، كأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم، وهم يقولون: الحمدُ لله الذي أذهبَ عنَّا الحزن" (٤).

وذكر الفخر في تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥)} [مريم: ٨٥] عن على كرم الله وجهه قال: والذي نفسى بيده إن المتقين إذا خَرجوا من قبورهم استُقبِلوا بنوق


(١) "صحيح الترغيب والترهيب" ٣/ ٤١١.
(٢) لا يوجد بهذا اللفظ في الصحيحين أو أحدهما.
(٣) رواه البخاري (٢٣٧)، ومسلم (١٨٧٦) من حديث أبي هريرة.
(٤) رواه الطبراني في الأوسط (٩٤٤٥) وضعفه الهيثمي ١٠/ ٨٣.