للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (٤٣)} [إبراهيم: ٤٣] قال: انتزُعت قلوبُهم حتى صارت في حناجرهم، لا تخرج من أفواههم، ولا ترجع إلى أماكنها، وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "يَعْرقُ الناس يوم القيامة، حتى يذهبَ عرقُهم في الأرض سبعين ذِراعًا ويلجمهم حتَّى يبلغَ آذانهم"، وفي بعض ألفاظ الصحيح: "سبعين باعا" (١).

وأخرج مسلمٌ (٢) عن المقداد رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "إذا كانَ يومُ القيامة أدنيت الشمسُ من العباد، حتى تكونَ قيدَ ميل أو ميلين، قال فتصهرهُم الشمس فيكونون في العرق، كقدر أعمالهم منهم، منْ يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومن يُلجمه إلجاما".

وفي رواية له "تُدَنَّى الشمس يومَ القيامة من الخلق، حتى تكونَ منهم كمقدارِ ميل" قال سُلَيمُ بنُ عامر: واللهِ ما أدري ما يُعنَى بالميل مسافة الأرض؟ أو الميل الذي تكحل به العين؟ قال: "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهمُ من يكونُ إلى كعبَيهِ، ومنهم من يكونُ إلى ركبتيه، ومنهم من يكونُ إلى حقويه، ومنهم من يُلجمُه العرقُ إلجامًا" وأشارَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فيه.

وأخرج الإمام أحمد والطبراني وابن حبّان في صحيحه،


(١) مسلم (٢٨٦٣).
(٢) رواه مسلم (٢٨٦٤)، والترمذي (٢٤٢١)، وأحمد ٦/ ٣ - ٤، وابن حبان (٧٣٣٠).