وأخرج ابن أبي الدُّنيا، والطبراني من طرقٍ أحدها صحيح واللفظ له، والحاكم، وقال صحيح الإسنادِ عن عبد الله بن مسعود رَضي اللهُ عَنْهُ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"يجمعُ الله الأوّلينَ، والآخرين لميقَاتِ يومٍ معلوم قيامًا أربعينَ سنة، شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء .. " قال: "وينزل عَزَ وَجَلَّ" أي: نزولًا يليق بذاته المقدسة عن الشبيه، والمثيل.
فمذهبُ أهل الحق التسليمُ بما أخبرَ، لا كما يخطر للبشر، ومرور نحو هذا كما جاء من غيرِ تشبيه، ولا تعطيل، ولا تأويل، ولا تمثيل. كما قال شيخُ الإسلامِ قدَّسَ الله رُوحَه: إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل فالمشبه يعبد صنمًا، والمعطل يعبد عدمًا. انتهى.
... في ظللٍ من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي منادياً أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم، ورزقكم، وأمركم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا أنْ يولي كل أُناسٍ منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا أليس ذلك عدلًا من ربكم؟ قالوا: بلى، فينطلق كلُّ قوم إلى ما كانوا يعبدون، ويتولون في الدنيا قال: فينطلقون، وبمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس، ومنهم من ينطلق إلى القمر، والأوثان مِن الحجارة، وأشباه ما كانوا يعبدون.
قال: ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطانٌ، ولمن كان يعبد عزيرا شيطانٌ، ويبقى محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمّته فيتمثل لهم الربُّ تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كلما انْطلق النَّاس؟ قال: فيقُولون: إنّ لنا إلها ما رأيناه فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناه قال: فيقول: ما هي؟ فيقولون: