كتاب البحور الزاخرة في علوم الآخرة

الباب الثالث في الوقوف في المحشر، في شدة ما يلقاه الناس من الأهوال في تلك الحال - فائدة - ج: 2 - ص: 762

يكشف عَن سَاقه، فعند ذلك يكشف عن ساقه، فيخر كل من كانَ يسجد للهِ في الدُّنيا، ويبقى قومٌ ظهورهم كصياصي أي: قرون البقرِ يريدونَ السجودَ فلا يستطيعون، وقد كانوا يُدعُون إلى السجودِ وهم سَالمون، ثم يقول: أرفعوا رءوسكم، فيرفعون رءوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم" الحديث (١).

وأخرجَ الإمامُ أحمد، والطبراني بسند جيد عن أنسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "لمْ يلق ابن آدمَ شيئًا مُنذ خَلقهُ الله أشد عليه من الموتِ، ثم إنَّ الموت أهونُ عليهِ ممّا بعده وإنّهم ليلقون من هولِ ذلك اليوم شدة حَتَّى يلجمهم العرق حَتَّى إنَّ السفنَ لو أجريت فيه لجرت" (٢).

وأخرَجَ الشيخان عن أبي هريرة رَضي اللهُ عَنْهُ، عن النّبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "سَبعة يظلهم الله في ظله يَوم لا ظَل إلا ظله إمام عادل، وشاب نشا في عبادةِ الله، ورجل قلبه مُعَلقٌ بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجَمال فقال: إنّي أخافُ الله، ورجل تصَدق بِصَدَقَةٍ فأخفاها حَتَّى لا تعلم

---

(١) رواه الطبراني ٩/ (٩٧٦٣) و (٩٧٦٤)، والشاشي (٤١٠)، واللالكائي (٨٤٢) مطولًا، والحاكم ٢/ ٣٧٦ - ٣٧٧ وصححه، ووافقه الذهبي، وأورده الهيثمي ١٠/ ٣٤٠ وقال: رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة.
(٢) رواه أحمد ٣/ ١٥٤ بأوله، والطبراني في الأوسط (١٩٧٦) بلفظه، وأورده الهيثمي ١٠/ ٣٣٤ وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد ورواه أحمد باختصار.