للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شمالُه ما أنفقت يمينه، ورجل ذكرَ اللهَ خَاليًا ففاضت عيناه" (١). وقد نظم بعضهم هذا وأحسنَ فقال:

رَوينا حديثًا في الصحيحينِ سَبْعَةٌ ... يُظِلّهم المْولى بخيرِ ظلالِ

إمامٌ له عدل وَمَنْ في عبادة ... نشأ بالتُّقَى للهِ لا بضلالِ

وَمَن قلبُه يهوَى المساجدَ دائمًا ... تَعَلُّقُه فيها بغير زوالِ

وشخصانِ في اللهِ الكريمِ تَحاببا ... بحالِ افتراق منهما ووصالِ

ومتصدقٌ أخفى التصدقَ لم يكن ... بما أنفَقَتْ يمناهُ علم شمالِ

وإنّي أخافُ اللهَ من قال عندما ... دعتْ ذات مالٍ منصب وجمال

ومن ذكر الربَّ المهيمن خَاليًا ... ففاضت به عيناه خوفَ نكمال

فأكرم بهم مِنْ سبعة طيب الثنا ... وأكرم بهم في القومِ سبع خصال (٢)

وأخرجَ الإمام أحمد، والحاكم عن سهل بن حنيف مرفوعًا: "مَنْ أعانَ مجاهدًا في سبيل الله، أو غارمًا في عسرته، أو مكاتبًا في رقبته أظلَّه الله يومَ لا ظل إلا ظله" (٣). وأخرج الطبراني عن جابرٍ رَضي الله عَنْهُ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أطْعم الجائعَ حَتَّى يشبع أظله الله - صلى الله عليه وسلم - ظلِ


(١) رواه أحمد ٢/ ٤٣٩، والبخاري (٦٦٠) و (١٤٢٣) و (٦٤٧٩) و (٦٨٠٦)، ومسلم (١٠٣١)، والترمذي (٢٣٩١)، والنسائي ٨/ ٢٢٢، وابن خريمة (٣٥٨)، وابن حبان (٤٤٨٦).
(٢) هذه الأبيات للشيخ عفيف الدين اليافعي. انظر: "الازدهار فيما عقده الشعراء من الأحاديث والآثار" للسيوطي ١/ ٧٧ - ٧٨.
(٣) رواه أحمد ٣/ ٤٨٧، وابن أبي شيبة ٤/ ٢٣٠، والحاكم ٢/ ٩٩ و ٢٣٦، والطبراني (٥٥٩٠) و (٥٥٩١)، والبيهقي ١٠/ ٣٢٠.