للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يزيدُ في سعةِ الأرض كيْفَ شاء إذ هو على كلِّ شيءٍ قدير، وأمره بينَ الكافِ والنُّون {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} والله سبحانَهُ وتعالى أعلم.

ثُمَّ يؤتى بالجنةِ والنَّارِ إلى المحشرِ كما قال تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (٩٠) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (٩١)} [الشعراء: ٩٠ - ٩١]، ومعنى أُزلفت: قربت من المحشرِ حَتَّى يراها كلُّ أحدٍ مِنْ أهلِ المحشرِ، وبروز النَّارِ: ظهورها في المحشر وانكشافها، وعندَ ذلك يكون الفزع الأكبر لأنَّ اللهَ تعالى يأمر بالجْنَّةِ فتزخرف، وتزلف، ويؤتى بهَا، ولها نسِيم طيب أعبق ما يكون فيوجد ريحها من مسيرةِ خمسمائة عام كما يأتى، فترد النّفوس، وتحيى القلوب إلاَّ مَنْ كانتْ أعمالهم خبيثة، فيمنعون ريحها، فتوضع عن يمينِ العرشِ.

ثمَّ يُؤْمَرُ بإتيان النَّارِ فيؤتى بها تُقَاد بسبْعين ألف زمام في كلِّ زمامٍ سَبْعون ألف حلقة لو جُمعَ حديدُ الدّنيا كله ما عدل منها حلقة واحدة، ولها شهيقٌ وزفير ورعد وشرر ودخان يفور حَتَّى يسد الأْفق ظلمته، وتنفلت من أيدي الخزنةِ ولم يقدر على إمساكها أحدٌ لِعظم شأنها حَتَّى يجثو كلُّ من بالموقفِ على ركبتيه حَتَّى المرسلين، ويتعلق إبراهيمُ، وموسى، وعيسى بالعرشِ، وكل منهم يقولُ: نَفْسي نفسي.

وفي تفسير الثعلبي عن أبي سعيدِ رَضِي اللهُ عَنْهُ قال: لمّا نزلتْ {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [الفجر: ٢٣] تغير لونُه - صلى الله عليه وسلم -، وعرف ذلك في وجهه حَتَّى اشتد على أصحابه ثمّ قال: أقرأني جبريل {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ